شهدت العاصمة المغربية الرباط، يوم الخميس 17 أبريل 2025، انطلاقة متميزة لمشاركة إمارة الشارقة ضيف شرف الدورة الثلاثين من المعرض الدولي للنشر والكتاب، بمشاركة ثقافية وأكاديمية إماراتية واسعة، تُمثلها 18 مؤسسة ثقافية تنضوي تحت مظلة هيئة الشارقة للكتاب، وتقدم صورة حية عن حجم وعمق الاستثمار في الثقافة والمعرفة والتراث في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتقدم الشارقة خلال المعرض، الذي يستمر حتى 27 أبريل الجاري، برنامجًا متكاملًا يضم أكثر من 50 فعالية، تشمل ندوات فكرية، وأمسيات شعرية، وورشًا للأطفال واليافعين، ولقاءات مهنية مع ناشرين ومبدعين من الإمارات والمغرب، بما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مجالات النشر والترجمة والتوزيع المشترك.
وتحرص الإمارة على استهداف الفئات الناشئة ضمن هذه المشاركة، حيث تنظم فعاليات تفاعلية بالتعاون مع المجلس الإماراتي لكتب اليافعين ومبادرة “كان يا ما كان”، لترسيخ حب القراءة والتعريف بالتراث الإماراتي بلغة معاصرة.
وتشمل قائمة المؤسسات المشاركة: “اتحاد كتاب وأدباء الإمارات”، “مجمع اللغة العربية بالشارقة”، “معهد الشارقة للتراث”، “الجامعة الأمريكية بالشارقة”، “بيت الحكمة”، “المجلس الأعلى لشؤون الأسرة”، “وكالة الشارقة الأدبية”، “المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر”، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وغيرها.
وجرى الافتتاح الرسمي للمعرض بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسعادة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، ومحمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، إيذانًا بانطلاق نسخة استثنائية تحتفي بالعلاقات الثقافية الإماراتية المغربية، وتكرم جهود الشارقة في خدمة الثقافة العربية.
وشهدت المراسم رفع علم دولة الإمارات في ساحة المعرض، في إشارة رمزية إلى مكانة الشارقة ضيف شرف، وما تمثله من تجربة رائدة في النهوض بالعمل الثقافي على المستوى العربي والدولي.
عقب مراسم قص الشريط، رافقت الشيخة بدور القاسمي الأمير مولاي رشيد في جولة داخل جناح الشارقة، برفقة وفد رفيع من الجانبين، ضم الشيخ فاهم القاسمي، وأحمد بن ركاض العامري، ومديرة المعرض لطيفة مفتقر، حيث تعرفوا على أبرز المبادرات المعرفية والتراثية التي تقدمها الإمارة ضمن مشاركتها.
في مساء اليوم ذاته، نظمت وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية حفل عشاء رسمي تكريميًا لوفد إمارة الشارقة في موقع شالة الأثري المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، حضره عدد من الشخصيات الثقافية من البلدين، في أجواء احتفالية تعكس عمق الروابط الإماراتية-المغربية.
وفي كلمتها خلال الحفل، نقلت الشيخة بدور القاسمي تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى جلالة الملك محمد السادس، مشيدةً بما تقدمه المملكة المغربية من عطاء فكري وثقافي عبر العصور.
وأضافت: “العلاقة بين الشارقة والمغرب ليست وليدة اللحظة، بل هي امتداد لتاريخ طويل من التبادل الحضاري والمعرفي، توثقه زيارات ابن بطوطة، وتؤكده جامعة القرويين، وإسهامات الشريف الإدريسي”، معتبرة أن الثقافة قادرة على تجاوز الحواجز، وبناء جسور التقارب بين الشعوب.
من جهته، أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، أن استضافة الشارقة كضيف شرف لهذه الدورة تُعد تجسيدًا للعلاقات الوثيقة التي تجمع دولة الإمارات والمملكة المغربية، مشيرًا إلى أن البرنامج الثقافي لهذه النسخة غني ومتنوع، ويمنح زوار المعرض فرصة فريدة للتعرف على ثقافة إمارة الشارقة بروافدها الحضارية المتعددة. وأضاف: “سعداء بالحضور الرفيع والمشاركة الإماراتية النوعية التي تعكس مكانة الشارقة كعاصمة ثقافية عربية ودولية”.